* بعيـدا عن الخـلاف أو الاتفاق حـول مسلسل "الاختيار 3" ، أثبت المسلسل بما توفر له من حشـد إعلامي وترويجي ، وتخصيص ميزانيــة ضخمــة لإنتاجــه ، أن الدولة قادرة على الإنتاج الفنى ، وعودة دورها فى تولى مسئولية الإنتاج الفنى !!
* فعـودة إحيــاء الدولة لفن الدرامــا ، بعد أن تخلت عن هذا الـدور ، الذى ظلت تقـوده لسنـوات طويلة ، قبل أن تسحب شركـات الإنتــاج الخاصة البسـاط من تحت أرجــل الدولة ، فتحــول الفن على أيدى الشركــات الخاصـة إلى بيزنس أفسد السينما والغنــاء ، فتلـوث البصـر بمــا تقدمه الشركات الباحثة عن الربح ، وتلوث السمع بأغــان أفسدت الذوق العام ، أمر ضرورى لعودة الدولة من جديد لممارســة دورهـا فى دعـم الفـن !!
* الأمر لا يتوقف عند الدراما والغنــاء ، بل يجب أن تعـود الحيـــاة إلى أبى الفنون المسرح ، فأين المسرح القومي ومسارح الدولــة ، فالمرور فى شارع عماد الدين والشوارع التى توجــد بها السينمـات والمسـارح يحزن ، بعد أن أصبح الظلام هـو حال تلك الشوارع ، بعد أن كانت الأفيشات ولمبات النيــون تشكل لوحة فنية تشهد على أن مصر أم الفنـون ؟!
* بعيدا عن النظـرة الفنيـة يجب أن تكــون هناك نظـرة اقتصاديـة أيضــا ، فتسخير الدولة للفن كواحــد من مصــادر الدخل أمـر يجب إعـادة النظر فيـه  ، ولنستحضر روح رجل الاقتصاد طلعت حـرب ، الذى أسس ستوديو مصر ، الذى تم افتتاحه فى مارس 1935 برأس مــال مصرى ، ليكون أضخم وأهم صروح الإنتاج السينمائى  فى منطقة البحــر المتوسط ، والذى ساهــم فى دعـم وتقدم السينما المصرية ، ولا يجب أن ننسى أيضــا دور شركة صـوت القاهــرة للصوتيـات والمرئيات ، كشركـة مساهمة مصرية ، تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون !!
* الفن رسالـة لا تقـل عن رسالة التعليـم ، ليس هـذا وحسب ، بل يجب وضع الفن فى الاعتبار على أنه أمن قومى ، ومن هنــا لا يجب أن تتخلى الدولــة عن دورهــا تجــاه الفن ، ولابد من أن يعود لقطاع الانتاج أيضـا دوره !!
* لقـد ساهمت السينمــا في الستينيات والسبعينيـات في تكـوين الحس الوطنى، ولا يجب أن ننسى دور الأغنية الوطنيـة في بث روح الحماس في المصريين، لذا يجب على الدولة أن تعيد صناعـة السينمـــا والأغنيــة الوطنيـة، فمن غير المقبــول أن تترك الدولــة هذه الصناعــة المهمة لصنــاع التفاهات من أفــلام وأغنيـات هابطـة فمحاربة السينما الهابطة والأغنيـة الهابطـة لا تقــل عن محاربــة الإرهـاب!!
ـــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعية